السبت، 6 أكتوبر 2012

رْبـــيــــعـــيًُــــة




الربيع أقبل بجيش الغمام جرار*** ما يعرض له فصل إلا يهزمه
والرياح اخيوله تسرع لكل مشوار*** والرعود خلفه ينغموا
والتلول ينادوا تظهر في روض الأكذار*** والبرق الفتان رماحه ايحوموا
قم وأنهض تستنشق ريح كل نوار*** عن ما لاح الفجر وبان مبسمه
الربيع اقبل يا من راد يغنمه

اقبل فصل الربيع بمحاسن واحسان*** احيات الأرض بالسعادة واحياها
وثنات بالحمد والشكر لعظيم الشان*** انجلى عنها الحزن بثياب اكساها
وزخرف كل روض من جنة رضوان*** ورجع من كل ناحية ينبع ماها
من بعد موتها احيات و الغيث اسقاها

الربيع تبهج و طلعت السعيدة *** و انحضى جالبها وزهات بالعوالم
صارت الحلة بانوارها جديدة *** كل عاشق بهواها ما يروح سالم
كل من فارقها باحسانها الرشيدة *** عادلها متواضع على الفراق نادم
رادهم لها نعم الفصل بعد الانفار*** ان ربي بثياب الورد حكمه
من مطاره طيبها بالمسوك و عطار*** بالربيع افتخروا طابوا انعايمه
الربيع اقبل يا من راد ينغمه

جاد عليها الفصل بهدية وتحوف *** و اعطاها من تحايف ما يكفيها
شوف البستان و الرياض صفوف *** وافتح نور الانوار من كل شبيهة
فاحت حتى تقول جنة من زخروف *** الارواح الي فنات كادت تحييها
كما يحييها الالاه من بعد موتها

انظر مسك العربي في الرياض عبق *** في غصانه يتلالا متعنق بنسري
والبها يفتخر بين المردقوش و حبق *** والقرنفل يسبي النظرة بلون عكري
مااحسن النظرة في البابونج الازرق *** والندى كالدر في تلك الغروس يسري
كأنه جوهر بين ازبردجات و حجار *** اذا فوق نبات الارض ختمه
والغمام بكى و انسكبوا دموع الامطار *** رأيت له غصان الروضة تبسموا
الربيع اقبل يا من راد يغنمه

ابشر يا روض بالسعادة جاءك الورد *** اهلا وميات مرحبا بغالي سومه
واكشف لك عن محاسنك ببقع الزرد *** وامر جميع الانوار تفرح لقدومه
اظحات تباعه العساكر كيف اورد *** وانفد حكمه في الرعية من يومه
لن صار كاما الهلال ما بين نجومه

ضم اليه السيسان المياس المزعبل *** مع نوار الخيلي و الياس و العجايب
والشقيق و الرنجس قاموا مع السنبل *** بايعوه و جلسوا الامره بلا ركايب
مثل هؤلاء الياسمين و الفل *** بايعوه الحضار في عوض كل غايب
اقبل عليه البان مع الزهر جلار *** طايعين في امر الملك يخدموا
دارت بيه جنوده مع جميع الازهار *** كيف ما دار بزند اليد معصمه
الربيع اقبل يا من راد يغنمه


ابشر بالياسمين و كذاك الخبور *** و البنفسج كلهم نامو ما فاقوا
تلك الاشجار كلها منهم معدور *** مضاهم ذا الفراق حتى ما طاقوا
الثلثي محتجب على النظرة مغبور *** و كمامه ما تبان من وسط اوراقه
يخشى باس الرقيب واقف عن ساقه

ينشرح صدري لن نريك ما نضمته *** من انوع المستدرفات و التحايف
يستهل تلك الفصل في كل ما ضبطته***نحب نوصف وصف الاطيار ياالعارف
صوتهم للعاشق فرجة ما خفيته *** زادني محنة و القلب بمحاينه مشغف
زادني شوقي حين سمعت حس الاطيار*** في المناير باحسن الصوت ينغموا
يسبحوا لمن له العز بطيب الاذكار*** بقدرة الباري حتى الطير لهمه
الربيع اقبل يا من راد ينغمه

عشات ام الحسان تصيح في كل خليج ***و تعيط بالمسآء و في كل سوايع
والكحلآء ترتجز عن طرف السهريج *** وتنيم جفنها بنغمة وصنايع
والمقنين يشتهي على الاغصان يهيج**ويوصول على الطيوربالصوت الشايع
حتى الحداد زاد في الحس بدايع

غاثني بصايحه الولوان جآء في وذني*** قمت و أنا فازع لما بدا يغرد
قامت الجحمومة وسمعتها تغني*** في البساتن بانواع نغامها تمجد
أو بظم القمري نصف الليل زاد حزني***هكذاك البابوجة على الاغصان تنشد
طير نعاسي في ليال الربيع صهار***من سباحه جرح قلبي و رمحه
حين يخرج ينطق ويعونه بتصفار***كل من هو والع بغناه هيمه
الربيع اقبل يا من راد يغنمه


غنى الهيزار في الرياض بصوت رجيح***طير قلبي الكايب وافصد في كبادي
الدرة طلقت شغالها بلسان فصيح *** والطاوس في الوكر بالنهظ تنادي
قام العصفورعن الاغصان ينشد ويصيح***ويهيج بالغاه الماشي والغادي
حتى الحجلة تنوح عن شط الواد

انطرب وتسلى قلبي بنغمة الطير*** حرك الساكن وهزني بحسن صيغة
والبلابل في راس السرولة تصفر*** تسلب عقل العاشق بحسن صنعة
من تمام السلوان اذا تكلم السمر *** ننطرب بعياطه ومحاسنه البديعة
في غسيق الديجور سمعت حس منيار***في حداقه جرد لحنه ورخمه
واليمام مع الفاخات ينحبوا في الاوكار***من عيوني غمرات النوم حرموا
الربيع اقبل يامن ر اد يغنمه

صاحت الاطيار بالمعاني في الادواح***حتى كاد الرياض يخضع لغناهم
وانشق الفجر من خلال ولاح *** وانجلى جند الظلام والصبح اعلاهم
صبحوا متناشرين في غصان الالقاح***يرتقسوا في الغروس ببديع سناهم
مازال في الزمان منصور لواهم

زهوهم يعيدوه عن زهو كل حاجة*** من بديع غناهم يسبوا كل والع
فايقة فرجتهم ما كيفها فراجة *** من هواهم نبكي ونفيض المدامع
ذا يزيد على ذا من كثرة الهياجة***في منازلهم عملوا عرس بالمسامع
هكذا عهدي بهم ينشدوا في الاشعار***رأيتهم في غصان رياضي يحوموا
كأنهم بالعود وكمانجة ومزمار *** يرجحوا كالأوتار اذا تنغموا
الربيع اقبل يا من راد يغنمه

يكفيني ماشرحت نرجع للمقصود *** ونبين من عليه ناوي في كلامي
صاحب المعجزات والحوض المورود*** من نور قلوبنا بدين الاسلامي
مولى التاج البديع واللوى المعقود *** من يشفع في امته وجميع الانام
يا فرحتنا جميعا بالحبيب التهامي

سعدت هذه الامة بالصادق المصدق*** سيد الجن والانس وجميع الملايك
الحصا اليه تكلم باللسان ونطق *** لو راد الجبال تكون له سبايك
من الذهب اغناوه وما يحب ينفق***تم عنهم ورضاوه ما بغى بذاك
النبي من نوره ضي الشمس ونور الاقمار***فضله ذو العز خيره ولهمه
الربيع اقبل يامن راد يغنمه


يكفيني بالحبيب سيد جنود قريش*** من حن الجدع اليه وبكى بفراقه
انبع من راحته العناصر وسقى الجيش***أ لذ من السلسبيل عند الي داقوا
وغرس بايديه جنان من دوالي وعريش*في الحين ارمى العروق وازهات اوراقه
وفضايل بهم العوايد يخلاقوا

دعيت النخلة ان تاتي لك سمعت *** جاءتك بلا ساق وبلا قدام تمشي
سلمت واذنت لها بالرجوع وقعت *** المكان اللي كانت فيه يا القرشي
والغزالة بيدي الصياد حين وقعت *** لك قالت ولدي اليوم مارضع شي
نحب نمشي في ضمانك اليه يا المختار** نرضع ولدي من تدي ونرحمه
نشبعه ونرجع عندك ياسيد الابرار *** دار اليه شفيع الأمة وكلمه
الربيع اقبل يامن راد يغنمه

قال النبي الشفيع ياهذا الصياد *** اطلق ذا الغزالة تمشي في ضماني
وأنا في رجوعها ندير لها ميعاد***طلقها كي تسمع كلام العدناني
خرجت كالسهم اليه من قرحه الاكباد**لحضت ساعة وجاءت للوعد تعاني
والدمع من جفنها كالودان

البعير شكى اليك وبكى بما وقع له *** واستجارك واخذت من اليهود تاره
جاءت خيبر غزوة ولا بغيت تعطيه***تفازعوا وعساكرهم ببلاد داروا
اليك يابنتي قلتي ذا الجمل تديه *** سر لعالي الأمير هذا اليهود جاروا
ياعالي اخرجت اليهم واليوم تاخذ النار**راح يجري شور السرحان لجمه
صد حادق غاضب نعنيه صيد الاقفار *** كل من لطمه بظفاره عدمه
الربيع اقبل يا من ر اد يغنمه

كبر لما حمى وجرد في الاقفار *** وافتك في المشركين بالسيف اللامع
وصرخ صرخة على اليهود كرعد مطار**ويعيط بالكمال من حر السابع
أنا عزريل جيئتكم نقبض الاعمار *** من يدري في اللطام ما فيكم مانع
أنا كأس المانون يا من هو سامع

صار يفني فيهم وزاد ياخد النار *** الدما مثل الكبد ادمى عن زناده
امتحى اثر الكفار يوم مشرار *** والجسود بلا رقبة والارواح صدوا
ما ترك فيهم المفظل السجيع حيدار***احد قايم غير الي منعه جواده
يا الاه تغفر للدباح قال الاشعار *** ياالاه من افات الدهر سلمه
واغفر لوالديه مع جميع الانصار *** لا تحملهم شيئا لا ينجموه
الربيع اقبل يا من راد يغنمه


كلمات إلى ميّـــــة

كلمات إلى ميّـــــة
شعر: أحمد عبد الكريم

توهّج البرق في عــــــــينيْكِ والأمــــــل         يهدهد الروح أحيانا ويرتحــــــــــــل
عيناكِ كالكواكب الدريّ مــؤتــــــــلفـــــا         والشّعًرُ كالسّعف الليلي ينســـــــدل
أميرتي لم أزل أشدو وتلهـــــــمـنــــــي          عيناكِ..والوشْم والحِنّاء تشتعــــــل

يا ميّة الحلم ..ما أقصاكِ من قـــــــمــر!           لكن .. أظلُّ إلى عينيْكِ أبتهـــــــــل
أهواكِ .. ها أنتِ في نبــضي مسافـــرة            ولم أزلْ في الهوى العذريّ أغتسل
بالأمس كنّا وكان العـــشقُ فاتــــــحــــة           والواقفون على الأسوار ما انشغلوا

أنا وأنت عيون النــخل تحـــــرسنــــــا           نُسائل الغيْم أمطارًا فتنهمـــــــــــــل
وكنتُ تحت تحت ظلال السيف منتــشيًا            دمي يسافر يسافر فيه الشوق والأمل
واليوم عيناكِ كالقــــــــــــنديل مــطفـأة            كأنما أفلتْ .. أو لفها الــــــــــــوحل

شاب الزمان..وشـــاخ النـخل فـــارسها            والعاشقون على أعتابها انــــــخذلوا
يا نجمة الأفق هل في الدرب فاتــنـــتي             فإنني بالمــــــــــــــرايا السّود أكتحل
هل في احتراق المدى ظلٌّ لمـغـــــتـرب             ماضٍ ..وكلّ الصحارى حوله الأجل

إني وريح الزمان القحط تــــلـــفـحــني            مسافرٌ ظمِئُ ..ضاعت به السُّبـــــلُ
ناديْتُ ..يا مي إن النخـــل مغــــتـــرب             لا النخلُ نخلٌ ولا غيْمُ الهوى خضِلُ
لا الخيلُ خيلٌ .. ولا الأشجارُ واقــــفــةٌ            ولا جراحاتي الحًـــــــرَّى ..ستندمل

Sanaa - ســـنــاء


سناء...

أنت للروح 
مرسي 
ومسرى
وسماء
أنت موج راقص في شغاف القلب
وعشب ندي تنامي بشتي كياني
أنت بركان الأنوثة
وينابيع الخصوبة
سناء...
دلفت بأشجاني إلي نهرك العذب
قادم من غبار الوقت
ومن عطش الصحاري
رشحتك جراحي الأليمة
لفاتنة... 
تجلسين على رملي اللؤلؤي
لملمي ماتبقى من فتات الرمل 
واهطلي مطرا على سفح قحطي وجوعي
سناء...
ضمي تفاصيلي
كل أحلامي
ضجي بأصقاع دمي 
أغنية شجية
معلقة على وجه المساء
كوني لبوح مشاعري منفى
وبحرا ومدينة
كوني لهول تشردي
وطنا للغرام.
 .

Sanaa 

Tu es mon âme
Tu es un port
Un voyage
Et un ciel
Tu es des vagues qui dansent au fond du cœur
Tu es des herbes humides qui poussent dans mon existence
Tu es un volcan de féminité 
Et des sources de fertilité

Sanaa …
J'ai pénétré avec mes peines dans ton fleuve doux
Venu de la poussière des temps
De la soif des déserts
Tu es la candidate de mes blessures douloureux
Pour être captivante …
En t'assoyant sur du sable en perles 
Assemble les miettes de sable 
Et tombe en torrents sur les pieds de ma sècheresse et ma faim

Sanaa …
Rassemble mes détails
Tous mes rêves
Fais du vacarme dans mon sang
Un chant mélodieux 
Pendu sur le visage du ciel
Sois l'exil pour les déclarations de mes sentiments
Une mer et une ville
Sois une patrie d'amour
Pour un errant à l'aventure

***

حيزيا... قلبي... و أشعار دم...

حيزية حكاية حبّ جزائريّة انتهت بمأساة ..............



لم يكن الشاعر البدوي بن قيطون يعلم وهو يستمع لقصة شاب هائم على وجهه بالصحراء في حالة وسط بين العقل والجنون،
 أن حكاية هذا الشاب المفجوع بفقد حبيبته ستلهمه قصيدته الأبرز،
والتي ستخلد اسمه في ديوان الشعر الشعبي المغاربي كواحد من فحول الشعراء وأكثرهم شهرة وتأثيرا على جيل لاحق من الشعراء الذين سيأتون بعده.

أما الشاب الذي صادقه بن قيطون في الصحراء فهو سعيد بن صغير؛
وأما القصيدة فهي قصيدة حيزية التي ستصير لاحقا أشهر قصيدة رثاء في تاريخ الأدب الشعبي الجزائري
والتي سيتغنى بها كبار مطربي البدوي من عبد الحميد عبابسة رائد هذا النوع من الغناء الى البار اعمر ورابح درياسة وغيرهم.
من يحقق فيلما عن حيزية بناء على ما ورد في قصيدة بن قيطون، ثم سيأتي شاعر آخر معاصر لنا وهو عزالدين ميهوبي ليبدع انطلاقا من قصيدة حيزية ابيرات رائعة تخلد الحب والتفاني في عشق المحبوب وتصور صراع المحبين من اجل حقهم في الوصال.

ولكن ما هي حكاية حيزية التي تحولت في المخيال الشعبي الجزائري إلى أسطورة تتداول حكيها الجدات في ليالي الشتاء الباردة،
وإلى رمز للحب المستحيل الذي جمع بين سعيد بن الصغير الشاب الفقير وبين حيزية ابنة احد وجهاء القوم وانتهى بفجيعة موت المحبوبة.

القصة حقيقية في جوهرها برغم ما لحقها ما تحريف على أيدي الرواة نظرا لوقوها في زمن يفتقد للتدوين بنسبة كبيرة ،
وجل الأمور كانت تنقل شفاهة.
القصة دارت أحداثها بالجنوب الشرقي الجزائري منطقة الزيبان وبالضبط بقرية سيدي خالد ببسكرة سنة 1295هـ /1878 م.

كانت حيزية ابنة احد وجهاء القوم وهو احمد بن الباي فتاة رائعة الجمال سلبت عقول شباب ورجال القبيلة جميعا،
ولكن لم تعشق إلا راعيا فقيرا هو سعيد بن الصغير،
ذلك الشاب المغمور الذي ماكان ليذكره احد لولا حبه لحيزية،
فالحب وحده خلد هذا الفتى،
وأي حب أنه حب مستحيل رغم تحققه لمدة من الزمن.

سعيد وهو يلحظ حب حيزية له برغم كثرة خطابها وبرغم غنى اهلها ووجاهتهم في مقابل فقره وهوانه هو راعي الغنم.
جعل لحياته هدفا واحدا هو الزواج من حيزية التي بادلته حبا عفيفا وطاهرا
 يذكرنا بالحب العذري الذي مثله جميل بثينة ومجنون ليلى وكثير عزة وغيرهم من الشعراء العذريين.

وبعد جهود وصراعات وعذاب يختلف رواة الحكاية في وصفه تمكن سعيد من الزواج من حيزية.

كان يمكن لاي حكاية حب استثنائية ان تنتهي هكذا بزواج الحبيبين،
هي نهاية سعيدة على طريقة الأفلام الهندية،
ولكن القدر كان يخبأ أشياء أخرى في سر هذه العلاقة.
حيث وبعد شهر واحد من الزواج تموت حيزية ويجن سعيد ويهيم على وجهه في الصحراء؛
كان يمكن لو أن سعيد كان شاعرا أن ينتج لنا نسخة أخرى أكثر معاصرة من شعراء الحب المجانين كقيس بن الملوح،
لكنه كان فتى بسيطا أميا وراعي غنم لا أكثر،
ميزته الوحيدة أو فعله الأبرز في حياته هو قصة عشقه لفاتنة الزيبان.
لكن القدر سيقوده لشاعر جوال كان في رحلة صيد بالصحراء هو بن قيطون الذي سيخلد سعيد وحيزية وحبهم المفجوع في شهر سعادته الأول بواحدة من أروع قصائد الرثاء.

الغرض من هذه المقدمة المختصرة هو وضع القارئ في الجو العام للقصيدة وأكيد أن الكثيرين من الإخوة المشارقة سيجدون صعوبة في فهم بعض الكلمات لأنها مكتوبة لهجة جزائرية بدوية حتى بعض الجزائريين في مناطق أخرى يصعب عليهم فهم كل كلماتها
القصيدة ألفت على منوال القصائد العربية الكلاسيكية ،
تبدأ بمخاطبة الأصدقاء ،
ثم يتلو ذلك ذكرى أيام الحب والسعادة ووصف الحبيب ،
والرجوع إلى الموضوع الرئيسي وهو الرثاء فيذكر الشاعر دفن حيزية وهي المقاطع الأكثر تأثيرا في هذه القصيدة حيث يبدع بن قيطون في وصف الحالة النفسية لسعيد والتراب ينهال على جسد حبيبته،
ويختم القصيدة بتفجعه والالتجاء إلى الله طالبا الرحمة والمغفرة منه تعالى
وهذه قصيدة حيزية:

عزوني يا ملاح في رايس لبـنات سـكنت تحت اللحود ناري مقديا
ياخي انـا ضريـر بيا مـا بيا قـلبي سافر مع الضامر حيزيـه
يا حصراه على قبيل كنا في تاويل كي نوار العطيل شاو النقصـيا
ما شفنا من أدلال كي ظل الخيال راحت جدي الغزال بالجهد عليـا
وإذا تمشي أقبال تسلب العــقال أختي بــاى المحال راشق كمـيا
طلقت ممشوط طاح بروايح كى فاح حاجب فوق اللماح نونين بريـا
عينك قرد الرصاص حربى فى قرطاس ســورى قيـاس فى يدين حربيا
خدك ورد الصباح و قرنفل وضاح الدم عليه ساح مثل الضوايـا
شوف الرقبة خيار من طلعة جمار جعبة بلار و العواقد ذهبيـا
فى بازر حاطين أنصبح فى الزين واحـنا متبسطين فى خير الدنيا
نصبح فى الغزال انصرش للفـال كالى ساعي المال وكنوز قويـا
ما يسواش المال نقحات الخلخـال كى انجبي للجبال نلقى حيزيـا
تتسحوج فالمروج بخلخيل تسـوج عقلي منها يروج قلبي وأعضيا
فالتل مصيفين جيـنا أمحـدرين للصحراء قاصدين نا والطوايـا
الأجحاف مغلقـين و البارود إنين الأزرق بي يمين ساحة حيـزيا
ماذا درنا أعراس لزرق فى المرداس يدرق بي خلاص في روحنيـــــــا
تاقت طول العلام جوهر فالتبسام تمعني فالكلام و تفهم فيــا
بنت حميده اتبان كى ضي الومان نخلة بستان غى وحدها شعويـا

+++++++++

زند عنها الريح قلعها فالـميح ما نحسبها أطيح دايم محضيـا
في واد أثل نعيد حاطين سماط فريد رايسة الغيد ودعتني يا خويـا
في ذا الليلة وفـات عادت في الممات كحلا الرمقات ودعت دار الدنيـا
خطفت عقلي راح مصبوغة الألماح بنت الناس المـلاح زادتــني كيـا
حطوها في لكفان بنت عالي الشان زادتني حمان نفضت مخ حجايــا
حطوها في فنعاش مطبوعة الاخراس راني وليت باص واش إلي بيا
في حومتها أخراب كي نجم الكوكاب زيد أقدح في أسحاب ضيق العشويا
كثرت عني هموم من صافي الخرطوم ما عادتش أتقوم في دار الدنيـا
ماتت موت الجهاد مصبوغة الاثماد قصدوا بيها بلاد خالد مسميـا
عشَّـات تحت الألحاد موشومة الأعضاد عــين الشـراد غابت على عينيا
أحفار القبور سايــس ريـم الـقور لا تطيحشي الصخور على حيزيا
قسمت لك بالكتاب وحروف الوهاب لا طيح التراب فوق أم مرايـا
لو تجي للعـناد ننطح ثلث اعقـاد نديها بالزناد عن قوم العد يــا
واذا نحلف وراس مصبوغة الأنعاس مانحـسب شي الناس لو تجي ميا
لو انتجي للزحـام نفتن عنها عام نديها بالدوام نابو سهمــيا
كي عاد أمر الحنين رب العـالمين لا صبتلها من أين نقلبها حيـا
صبري صبري عليك نصبر أن ناتيك نتفـكر فيك يا أختي غير انتيـا
عودي في ذا التلول رعى كل خيول واذا والى الهول شاو المشليا
ما يعمل ذا الحصان في حرب الميدان يخرج شاو القران أمه ركبيـا
بعد شهر ما يدوم عندي ذا الملجوم نهار ثلاثين يوم أوراء حيزيا
توفى ذا الجـواد ولى فالأوهـاد بعد أختي مازاد يحيا في الدنيـا
صدوا صد الوداع هو وأختي قاع طاح من يدي صراع لزرق آدايا
رب أجعل الحياة وراهم ممات منهم روحي فنات الأثنين أرزيا
نبكي بكي الفراق كي بكي العشاق زادت قلبي حراق خوضت مـايا
يا عيني واش بيك تنوحي لا تشكيك زهو الدنيا بديك ما تعفي شي عليا
زادت قلبي عذاب مصبوغة الأهداب سكنت تحت التراب قرة عينيـا
نبكي والراس شاب عن مبروم الناب فرقة الأحباب ما تصبر عينيـــــا
الشمس إلي ضوات طلعت وأتمسات سخفت بعد أن ستوات وقت الضحويا
القمر ألي بان شعشع في رمضان جاه المسيان طــلب وداع الدنــيا
هذا حكم الإله سيدي مولى الجاه ربي نزل قضاه وداى حيزيـا
صبرني يا اله قلبي مات ابـداه حب الزينه أداه كي صدت هــيـا

تسوى ميتين عود من الخيل الجيد ومية فرس زيد غير الركبيـا
تسوى من الابيل عشر مايه تمثيل تسوى غابة النخيل في كل الدنيــا
تسوى عرب التلول والصحرا والزمول ما مشات القفول عن كل أثنيـا
تسوى اللي راحلين واللى فالبرين تسوى اللى حاطين عادوا حضريـا
تسوى خيل الشليل و نجمة الليل في أختي قليل قليل طبي ودوايـا
نستغفـر للجليل يرحم ذا القليل يغفر للى يعيل سيدي وملايــا

+++++++++++

عزوني يا أسلام في ريمة الاريام سكنت دار الظلام ذيك الباقيـا
عــزوني يا أصغار في عارم الأوكار ما خـلاَّت غير دار قعدت مسميا
عزوني يا رجال في صافي الخلخال داروا عنـها حيال لسا مبنيـا
سعيد في هواك ماعادش يلـقاك كي يتفكر أسماك تديه أغميــا
اغفر لي يا حنين أنا والاجمعـين راه أسعيد حزين به الطوايـا
أرحم مول الكلام واغفر لأم عـلام لاقيهم في المنام يا عالي العليـا
يا علام الغيوب صبر ذا المسـلوب نبكي بكي الغريب ونشف العديا
ما ناكلش الطعام سامط في الافـوام واحرم حتى المنام عـلى عنيا
بين موتها والكلام غي ثلاث أيـام بقاتني بالسلام وما ولات ليـا
تمت يا سامعين في الألف وميتين كمَّـل تسعين وزيد خمسا باقيـا
كلمة ولد الصغير قلنـاها تفكيـر شهر العيد الكبير فيه الغنايـا
في خالد بن سنان بن قطون أفـــلان قــال ع اللي زمان شفناها حيا
قلــبي ســافر مع الضــامر حـيزيـا